recent
أخبار ساخنة

الغولقة والنظام العالمي الجديد

إيجي تريند
الصفحة الرئيسية
شريف سعيد


بقلم - شريف سعيد

الغولقة والنظام العالمي الجديد

عندما تنقشع غيمة جائحة فيروس كورونا أو تتبدد أسباب وجوده، سيتفاجأ البشر بأن العالم لم يعد كما كان..!! وأن تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية (أُعد لها بإحكام) قد حدثت..!! وتتم حالياً برمجة وتهيئة  العقول في كل زوايا العالم لتقبلها وتشرّبها من خلال غلاف "ناعم" برّاق  متستر تحت مسمى "المحافظة على حياة الناس"..!!

ففي ظل رواج استخدام مصطلح "النظام العالمي الجديد" دائما ما تكون الظروف المصاحبة لاستخدامه مشابهة لما هو قبل أو بعد أي حرب، ويكون الهدف المعلن من استخدام هذا المصطلح "المبهم" براقا على غرار وقف الحروب، وتحقيق السلام، ونشر الديمقراطية والحريات، والحفاظ على الإنسانية إلى غير ذلك من كلمات معسولة..!!  ودائما ما تكون الإجراءات المترتبة عنه - النظام العالمي الجديد - عقابية تؤدي إلى تفتيت الدول وتدمير سيادتها وضياع ثرواتها أو الاقتتال الداخلي بين أفرادها أو هذا كله مجتمعا.

أصبح من المتوقع تغيّر موازين القوى العالمية، حيث أصبحت الصين ودول اَسيا التي تتعافى من أزمة "كورونا" قبل الولايات المتحدة ما ينذر بحرب باردة أو ساخنة بين أميركا والصين بسبب النزاع والهيمنة على العالم، في ظل انهيار القارة العجوز التي تندثر ديموغرافياً بسبب قلة المواليد ولأن غالبية سكانها من كبار السن، وينتهي معها الاتحاد الأوروبي وعودتها إلى دول كما كانت. 

وسينتهي دور المنظمات الدولية رويدا رويدا ومعها دور منظمة الأمم المتحدة باختفاء آخر ما تبقى لها من ديكور شكلي متمثل في قرارات مجلس الأمن التي من المفترض ان تحقق العدالة بين الدول، في ظل وجود "الفيتو" الممنوح للدول دائمة العضوية بالمجلس.

فالعالم لم يتعاف بعد من آثار الأزمة المالية العالمية، ثم جاءت أزمة كورونا كي لا تترك مجالا للشك بأن الاقتصاد العالمي سيدخل في مرحلة كساد كبير وانهيار للأسواق المالية وأسواق البضائع وانخفاض أسعار العقار 

وارتفاع أسعار الغذاء والدواء وستتآكل ثروات الدول النفطية وستصبح "الغولقة" بديلا منطقيا عن "العولمة" كامتداد طبيعي لإغلاق العالم وانغلاقه وحبس الناس داخل بيوتهم.

في "العالم الجديد" لم تعد الصين مصنع العالم كما كانت لأنها لم تستطع تلبية طلبات العالم وانقطعت صادراتها أثناء الأزمة، وستبزغ دول أخرى كمصانع للعالم، وستحاول كل دولة الاكتفاء الذاتي لتوفير الحماية لمواطنيها من أي أزمة مقبلة.

من المتوقع حدوث فوضى 

واضطرابات في كافة بقاع الأرض بنسب متفاوتة ولن تنجو منها دولة نتيجة الظروف الاقتصادية التي ستستمر لفترة طويلة خاصة مع انتقال سيادة الدول والمنظمات الدولية إلى الشركات العالمية العملاقة وكبار أصحاب رؤوس الأموال الذين سيتشكل منهم مجلس إدارة "النظام العالمي الجديد" أو "الحكومة العالمية الموحدة"، التي ستدير العالم وتتحكم فيه بفكر إدارة الشركات وتحقيق الربح على حساب الجانب الإنساني وكل ما أنتجته البشرية من ميراث أخلاقي وفكري وقيمي .


google-playkhamsatmostaqltradent